مهمـا تراكمـت الاحـــزان لابــد من دمــوع تحــررها لتداوى ما الم النفس من ندوب.. بمرورالزمان ستذوب..و لن يبقى منها ســوى كلمات نثرت على اعتاب الماضى بينما كانت تتخذ طريقها الى الغروب...

الجمعة، ١٥ يوليو ٢٠١١

طريق حياة


احترت كثيرا لاجد وصف للحياة فرحت ابحث فى بساتين المفردات لاجد فيها كلمات تعبر عما يدور فى نفسى من خلجات تتعلق بحياتى ما مضى منها و ما هو أت و لكن باءت بالفشل كل المحاولات فعجزت المفردات و تناثرت الكلمات و لم اجد سوى محطات استبق لها قطار العمر الخطوات ....

اولاهما كانت حلم طفلة بريئة نشأت وسط براثن جهل عميقة تسارعت الى ذهنها تساؤلات و لم يتبادر لإجابتها سوى الفتات فغاصت فى حيرة مريبة لم يكن للمفر منها طريقة و راحت تتخبط بين براءة الأطفال و نضج سابق لأوانه لم يقو على الإنتظار و لكنها فى النهاية كانت محطة قطار لابد ان تمر و يستمر الحلم فى رحلة البقاء...

و إذا بالمراهقة تلوح من بعيد فشبت الطفلة تنهل من نهر الصبا العتيد ما يبقى حلم الطفولة بين الضلوع دفين وينسج اليقين ان القادم من العمر لن يستطيع القلب ان يستكين و ان نصر الله لقريب و لكن الصبر هو جدوى المستجيرين....محطة عصيبة مخلوطة بغصة الأنين و صرخات مكتومة تنادى بشدة الحنين و الترقب الدائم خوفا على حلم السنين و لكن بقى الأمل موجود إما العزة او الموت و لكنها فى النهاية كانت محطة قطار لابد ان تمر و يستمر الحلم فى رحلة البقاء..

و جاءت محطة الشباب لتعلن عن المزاد لمرح يخطف الألباب و لكن الخروج منه كان الإختيار عن قناعة إنه قد آن آوان الإنتصار ليخرج الحلم لضوء النهار بعد عتمة و كتمان و طول إنتظار و تحقق الحلم و انفجر الحصار و اطلقت شهادتها بأن لا إله الا الله و ان محمد رسول الله .. و توهمت ان القادم هو اليسير بعد سنون دام فيها القلب أسير و انتهت محطة التحرير...

لتصطدم بمحطة النضج الاكيد حيث تفنحت على مجتمع مظهرى غريب غابت عنه الفطنة و استوطنت فيه الغفلة و الفتنة رأت فيه من الألوان ما تتوقف عنده الاذهان لما تحمله فى طياتها من تناقضات اصبحت فى واقع أمرها من المسلمات ..ما بين خيانة و وفاء...و عزوة و خلاء.. و تهنئة و رثاء ...و امل و قنوط... و صياح و سكوت و غيرها مما يدور فى هذا الملكوت... لم تكن الصدمة فى التناقضات و لكن سواد القاتم منها من المفردات... أين القيم و الأخلاقيات أتوارت أم أخذت طريقها للممات..أهذا هو الزمان ؟؟؟..اهذا ما آل إليه المآل؟؟

و تاهت الطفلة من جديد و اقول طفلة لانها كانت مشروع شباب وليد فتَح اعينه على الطريق بعد كفاح اراق روح الطفولة البرىء...و كانت تحلم ان تجدد ما فاتها من محطات العمر فى المستقبل القريب فلم تجد سوى متاهة اكبر فى اروقة هذا المجتمع العابث الشريد...فهى ليست بدعا من البشر و لكن ما تتبناه من قيم لا يصنف الا بالمدينة الفاضلة او طموح للمثالية الفارغة.. ليكشف الستار عن صراع اخر كان ينتظرها فى الجوار لنصرة الحق و اثبات ان على الإنسان الإختيار إما ابيض او اسود عند اتخاذ القرار قد نحتاج الى وسطية و لكنها ليست الدائمة لحل القضية ...أين أندثرت هذه المعانى و لماذا استبدلت بكل ما هو رخيص و بالى و اعلم ان ما يدفع لها من ثمن غالى فالصياد الذى لا يبالى فى اى مياه يبحر ليؤتى رزق الليالى لن يجنى من المياة الراكدة سوى الخسارة والنقية منها لن تؤتيه سوى العزة و الطهارة .... و لكن من يعير الإنتباه وسط زخم و صخب لا ينتهيان من وراء سعى لا يتنهى لمادة و نقوذ باليان لا يحسب ما تدهسه الأقدام فى طريق الوصول اليهما و ان كان على حساب اغلى إنسان...و عليه كان لابد وان يستمر الحلم فى رحلة البقاء فتجدد حلم الطفولة بالعزة و الأمان ليصبح حلم عمر بعزة الدين و قيم الإسلام وهدم ما خلفته العولمة من ورائها من تشويه لعقول الأنام و تبرير انتهاكات الإنسان لحقوق أخيه الإنسان...و هنا تتركنى الكلمات و تنضب المفردات...

ولكن يبقى قطار العمر فى مساره يسير يترقب محطات فرح و نصرة لهذا الشباب الوليد ..اعلم انها قد تكون عتية و لكنها محطات حياتية لا يتوقع منها إلا ان نحسن الظن برب المنية ..فدعونا نركن للتفاؤل و الأمل ان القادم سيصلح الخلل ...و اتمنى عن قريب ان أروى قصة نصرتها فى حلم الشباب الجديد فلا يزال فى العمر بقية و حتى القاكم حيناها لكم منى التحية

فاطمة نجيب


ليست هناك تعليقات: